أخ عزيز يشرفنى كثيرا بزياراته و يثرى عقلى بتعليقاته المسهبة التى تكشف قدرا كبيرا من الثقافة و المعرفة .. و قد إختار ألا يكشف إسمه الحقيقى و إستخدم بدلا منه التوقيع بإسم “مصطفى محمود” .. و لأن تعليقه على تدوينتى الأخيرة بالغ الأهمية فى حد ذاته فقد رأيت أن أعيد نشره هنا مع إجابتى عليه و ذلك أولا لأنى أعرف أن كثيرين يفوتون قراءة التعليقات و هذا تعليق لا ينبغى تفويته و ثانيا لأن فى تعليقه إشارات لما كنت أنوى فى الأساس أن أستطرد للحديث فيه و بذلك وفر لى إرتباطا ملائما يسمح لى بالإنتقال بالحديث إلى مرحلته التالية ..
سانقل هنا نص تعليق الأخ “مصطفى محمود” كاملا و لكن فى أجزاء مع إجابة تتعلق بكل جزء و من يرد أن يقرأ التعليق دون مقاطعة و هذا أمر اوصى به أن يعود إليه فى قسم التعليقات فى التدوينة السابقة..
اولا : دعنا نتفق ان لكل عصر ادواته ومقوماته وفلسفته الخاصة جدا , وبما اننا نعيش مجازا في عصر ثورة المعلومات او ما يعرف بعالم المعرفة وارهاصات ما بعد الحداثة , فمن الطبيعي ان يكون الشكل مختلف تماما عن السابق , ومن هذا نستخلص الاتي :
-ان انعكاس سمات اي عصر علي العلوم الاجتماعية التي ترصد وتنظم وتراقب حركة البشر علي وجه الارض ومنها علم الاقتصاد هو امر ضروري ومقبول .-وكما قيل في السابق اينما وجدت الطاقة وجدت الحضارة , مياه – رياح – شمس – نار في الحضارات القديمة , فحم – نفط – غاز في الحضارات الحالية , فان في عصر المعرفة اصبحت المعلومة ووسائل الاتصال طاقة فعالة وقوة لها وزنها الذي يفوق اعتي الاسلحة العسكرية في بعض الاحيان
إلى هنا لا أميل إلى الإختلاف معك كثيرا .. أو بمعنى أصح سأضطر لاحقا إلى الإختلاف مع المقدمات من حيث إستخدامها فى إخراج النتائج .. ففى السطور السابقة تبدو المقدمات حيادية و لا يوجد مجال كبير للخلاف معها..
-بما ان كل عصر له سماته الاجتماعية الغالبة , فان هذا العصر يتميز بفردية تكاد تكون عبثية الي حد كبير ولعل المدونات احدي فرازتها ( مع احترامي), وبما ان الاقتصاد هو انعكاس للنشاط الاجتماعي وطبيعة العلاقات في مجتمع , فلا بد ان يوجد اقتصاد معين باليات تتوافق مع تلك النشاطات وباليات تتوافق مع تلبية احتياجات هذ النشاط الفردي المطرد …….. وان يتسع مفهوم الاشياء وخصوصا في القطاعات الخدمية في تنويعات مختلفة وطبقات متعددة .
حسنا .. عندما تحدثت فى الفقرة السابقة عن إنعكاس سمات أى عصر على العلوم الإجتماعية كان هذا تمهيدا للقول بأن “الإقتصاد” هو إنعكاس للنشاط الإجتماعى .. وهذه سيدى العزيز مغالطة غريبة .. نحن جميعا نعرف أنه ثمة فارق بين الشيئ و العلم الموكل بدراسته و لذلك فالإقتصاد Economy شيئ و علم الإقتصاد Economics شيئ آخر علما بأن الثانى يقوم بدراسة الأول .. و فى حين أن علم الإقتصاد هو إنعكاس للنشاط الإجتماعى (مع تحفظ أوضحه لاحقا) فالإقتصاد هو نشاط إجتماعى فى حد ذاته و ربما يكون أهم الأنشطة الإجتماعية على الإطلاق .. فمنذ لحظة إستيقاظك فى الصباح تفتح صنبور المياه و يبدأ عدادها فى إحتساب كمية إضافية من “الإستهلاك” ستترجم إلى رقم إضافى فى فاتورة المياه فى نهاية الشهر .. الإقتصاد متداخل فى كل فعل يومى نقوم به و هو لذلك مؤثر أول فى تطور أنشطتنا الإجتماعية و هو أصلا ما يصنع شكل حياتنا اليومية .. لقد عاش البشر آلافا من السنين دون تطور حقيقى كبير فى نظم حياتهم اليومية حتى ترجمت إحتياجاتهم المتزايدة شكلا جديدا من التجارة ضغط فى سبيل تطوير تقنيات الملاحة البحرية فظهرت تجارة أعالى البحار و بدأت عملية إستكشاف العالم القديم و الجديد فبدأت حياة البشر تتغير بمعدلات تتسارع كل يوم .. و لولا تطور التجارة لما ظهرت الحاجة إلى وفرة الإنتاج و لما إستدعى ذلك التطور التكنولوجى الذى جعل الثورة الصناعية ممكنة .. و بشكل أوضح كانت الثورة الصناعية “مطلبا” و “ضرورة” إقتصادية و كان تطوير إستخدام طاقة البخار “إستجابة” لهذه الضرورة..
ما أريد التأكيد عليه هو أننا فى القرون الخمسة الماضية على أقل تقدير كنا نعيش فى عالم يشكله لنا تطور آليات الإقتصاد و الفاعل الرئيسى فى هذه الآليات هو النظام الرأسمالى فهو قاطرة التغيير و ليس إستجابة للتغيير كما كان فى نشأته الأولى..
-وعودة الي فلسفة عصرنا الحالي الذي بالتاكيد افرز مجموعه من القيم الحاكمة التي يتحرك البشر من خلالها – فبالنظر للفكر الاشتراكي وفلسفته نجد ان تلك الفلسفة انعكست تماما علي المقدرات الاقتصادية لتلك المجتمعات مثل القطاع العام وملكية الدولة والعدل والمساواة التي ساوت بين ارقي العلماء والاطباء ….الخ وبين اصحاب ادني ادني الاعمال دون النظر الي كفاءة او خبرة او مهارة …..فاذا كانت الراسمالية قد حولت البشر الي سلع مختلفة القيمة والثمن فان الاشتراكية او الشيوعية جعلت من الانسان ترسا مصمتا في الة ضخمة تتغذي علي السذاجة .
لا أدرى إن كنت هنا أيضا تقول بأن “فلسفة عصرنا” هى عامل يتطور بذاتها ثم يفرز قيمه الحاكمة أم أنك ستتفق معى فى أن فلسفة عصرنا إنما هى إنعكاس للطريقة التى نمارس بها حياتنا اليومية.. و أظنك تعنى نوعا من الفلسفة الشعبية و ليس الفلسفة كمجال دراسة نظرية .. و فى الحالتين الفلسفة هى إنعكاس لطبيعة الحياة التى يعيشها المجتمع و إن كانت كغيرها تسهم أيضا فى تغيير المجتمع عندما تتحول إلى أيديولوجيا يتبناها البشر .. على الرغم من أننا اليوم فى عصر إختفت فيه تقريبا النظم الأيديولوجية الكبرى التى ميزت نهاية القرن التاسع عشر و أحدثت أثرها الكبير طوال النصف الأول من القرن الماضى..
و من أهم الأيديولوجيات بالطبع الإشتراكية و الشيوعية و قد نشأتا كرد فعل للرأسمالية .. و فى وقتنا الحالى لا يمكنك أن تجد مجتمعا إشتراكيا صرفا .. و فى الواقع تتسرب الرأسمالية إلى أى مجتمع حتى و إن تبنى بوضوح أيديولوجية معادية لها .. و هكذا سقط الإتحاد السوفيتى و سقط سور برلين و ظهر فى اليوم ذاته أبناء الطبقة العاملة من برلين الشرقية فى طوابير طويلة أمام ماكدونالدز و كنتاكى فى برلين الغربية! .. و لا أظن أنهم فعلوا ذلك بدافع الجوع ..
– فكرة ان الانسان حاليا يقاس بمقدار ما يملك من سلع اراها قولا مغلوطا ….. لانه هذا الامر خاضع تماما لمنظومة القيم داخل المجتمعات , فلا اتصور احدا من سكان الجبال في تورابورا او التبت سيزداد وجاهه وقيمة بنوع الهاتف الذي يحمله
لقد ذكرت هنا فكرة شديدة الأهمية و هى إعتقادك أن قياس مقدار الإنسان هو أمر خاضع لمنظومة القيم داخل المجتمع .. و هذا أمر صحيح .. و لكن هل منظومة القيم ثابتة لا تتغير؟ .. فإذا كانت تتغير فما هى عوامل تغييرها؟ .. ألا تغير أساليب حياتنا اليومية و ما تحدثه من تعديل لتصوراتنا نحو الآخر و الذات من قيمنا و منظومتها أو حتى من الطريقة التى نرى بها هذه القيم؟ .. فى الواقع هذه هى تحديدا النقطة التى كنت أنوى الحديث تفصيلا عنها فى تدوينتى التالية و أشكر لك أنك ذكرتها هنا .. فالآن لا أحتاج إلى التمهيد لها بمقدمة طويلة ..
بالنسبة لسكان تورا بورا و التبت .. بالتأكيد لم يكن يوما كل سكان العالم متأثرون بنفس القدر بالتحولات الكبرى فى العالم .. فعندما بدأت الثورة الصناعية مثلا لم يتأثر بها بشكل مباشر سوى نسبة ضئيلة من سكلن العالم و لكن أثرها إمتد إلى كل أنحاء العالم مع الوقت و حتى اليوم هناك أناس لم يتأثروا يوما بالتطور الصناعى فى حينه و لكنهم يتلقون تأثيرات الموجات الجديدة للرأسمالية .. و لابد أن ندرك أن تأثيرات التحولات الكبرى لا تصل بنفس الشكل إلى كل الناس .. فقد تصل إليك فى شكل لاب توب جديد و تصل إلى ساكنى جبال تورا بورا على هيئة قنبلة عنقودية..
– لقد اسقطت من حساباتك اهم ركائز علم الاقتصاد السياسي ولجاءت فقط الي الاقتصاد من الناحية الحسابية الكمية دون النظر لعوامل القوة والموقع والثروة والتراكم الحضاري للمجتمعات , علي الرغم من انها عوامل فارقة في تصنيف والحكم علي اي اقتصاد ومدي طبيعته والياته
أنا لم أسقط ركائز علم الإقتصاد السياسى من حساباتى و لكنى لم أتعرض لها أصلا فالإقتصاد السياسى بنية علوية تتأثر بالإقتصاد و تؤثر فيه و لكن يمكن بالتأكيد فى حدود دراسة معينة ألا تتعرض لها و إلا لما أمكن أن تضع كتابا فى الإقتصاد و كتابا آخر فى الإقتصاد السياسى .. العوامل التى ذكرتها فيما عدا الموقع هى إنعكاسات للتطور الإقتصادى ولذلك فهى تدل عليه و تستخدم لقياس قوته ..
-كذلك اخالفك الراي ان فكرة الائتمان قد خلقت وهما يؤدي الي الكارثة, ولكني اري ان الاوهام تسبق كثيرا فكرة النقود والقوة الشرائية وليس العكس …. فالنقود هي اداة من ادوات الوهم لا من تصنعه , وكمثال علي ذلك دول الخليج النفطية بكل ثرواتها وعائداتها النقدية الهائلة الفعلية والمحققة لم تستطع ان تقيم اقتصادا واعدا بل علي العكس تحولت الي سوق استهلاكي بشع …….. فالامر مرهون بمدي تطور المجتمعات وليس بمقدار التدفقات النقدية او الموجدات الفعلية الداخلة في عملية الانتاج .
الإئتمان يا عزيزى قصة طويلة .. و أراك ساويت بينه و بين النقود و لكنه تطوير لفكرة النقود و ليس مجرد بديل لها على الإطلاق .. النقود قامت بتجريد التعاملات التبادلية فكانت أداة لتيسير التبادل التجارى و لكنها بذلك خلقت مفهوم السلعة لأول مرة فى التاريخ .. فعندما تبادل منتجا بآخر فهما ليسا سلعا و لكن عندما تعرض منتجا للبيع مقابل النقود التى يمكن أن تشترى أى منتج آخر فكلاهما سلعة .. و قوى العرض و الطلب فى السوق لم يكن من الممكن أن تعملا بكامل قوتهما دون وجود النقود .. البنوك هى المؤسسات التى نشأت نتيجة الحاجة إلى تجميع النقود بشكل يسمح بإقراضها بأرقام كبيرة لتغطية إحتياجات العمليات التجارية الضخمة أو إحتياجات خزائن الدول للإنفاق على جيوشها و حروبها التوسعية .. مع تطور البنوك أصبح هناك حاجة إلى جذب أكبر قدر من نقود الناس إليها و فكرة الإئتمان قائمة على إستبقاء المال فى البنك مع إستعماله فى الوقت نفسه.. و بدلا من تدوير كمية كبيرة من النقود فى السوق تظل دائما فيه و يصل قدر يسير منها إلى البنوك على شكل إدخار فإن الإئتمان يستبدل هذه النقود بكارت و تبقى النقود فى البنك بينما تنتقل من حساب لآخر .. و هذا يعنى أن أموالا أكثر تتاح لإقراض الرأسماليين لتمويل إستثماراتهم و دفع الإنتاج أكثر و فى المقابل تتاح للناس فرصة الشراء بما يفوق مالديهم من أموال أصلا.. و بدلا من الإهتمام بإدخار الأموال يهتمون أكثر بالسلع التى لم يعودوا فى حاجة مباشرة للمال حتى يحصلوا عليها .. فى الواقع أصبح العمل يتحول بشكل مباشر إلى سلع دون المرور بمرحلة الأجر النقدى..
أراك أيضا تصر على إعتبار بعض العوامل مبدئية و كأنها تنشأ من فراغ .. فالوهم ليس طبيعة إنسانية إلا فى حالته المطلقة .. و لكن وهم الرفاهية المتعلقة بمراكمة السلع هو وهم تخلقه السلع ذاتها و إلا من أين يأتى .. هل تظن أن رجل البادية القديم إضجع على ظهره يتأمل النجوم و تمنى لو أن لديه تليفزيون أو ثلاجة؟ .. مجتمعات الخليج تطورت تطورا إستهلاكيا لأن الرغبة الجامحة فى الحصول على السلع و تحقيق الرفاهية سبقت بمراحل أى رغبة فى التنمية و بناء إقتصاد صناعى .. دول الخليج تحديدا نموذج يثبت مقولاتى و لا ينفيها..
الخلاصة : اراك تنقد عصر جديد بمقاييس عصر قديم وتستبدل قفصا جديد بقفص قديم ……لانه ياعزيزي هنالك دائما قفص حتي وان اختلفت مكوناته من ذهب او فضة ………الخ , فالانسان كائن خاضع دائما للتقييم وان اختلفت العصور من الكهوف الي القصور , وان كان بامكانه ان يتمرد من حين الي اخر …….. فالانسان يعيش محاصرا مابين استهلاك مطلوب وانتاج ملح ….. ولكن الاليات تختلف من عصر الي اخر وبمقدار تطور ووعي الافراد والمجتمعات ….. فاذا قارنت بين المجمعات الاستهلاكية في النظم الاشتراكية والمولات والهايبر ماركت في النظم الراسمالية لوجدت ملامح القفص في كلتا الحالتين , بل اكاد اجزم ان هنالك اسواق قائمة في هذه اللحظة لا تختلف عن اسواق وجدت قبل الميلاد كان يباع فيها الجواري والعبيد ….. ولا تنسي انك محاصر دائما ما بين استهلاك وانتاج , بل ان اول افعالك في هذه الحياة كانت الاستهلاك , فلولا ما تستهلكه من هواء في شهيق هادئ وماتنتجه من زفير حار لفقدت كل معاني الحياة
الإنسان محاصر بين إستهلاك بعضه مطلوب و كثير منه مختلق .. يختلف ذلك من طبقة لأخرى و من مجتمع لآخر و لكنه ظاهرة تتسع مع الوقت .. أما الإنتاج فبعضه ملح طالما كان الطلب القادر على الشراء موجودا فمثلا هناك ملايين المصابين بالإيدز فى أفريقيا لا تنتج شركات الأدوية لهم دواءا لأنه لا قدرة لديهم على دفع ثمنه .. الطلب موجود و حقيقى و لكنه لم يولد إنتاجا لأنه لا يعد بربح .. دافع الإنتاج الرأسمالى هو الربح و الربح فقط.. ولذلك يغفل الإنتاج الرأسمالى حاجة قائمة و طلبا متزايدا و لكنه يعمد إلى خلق حاجة وهمية و طلبا غير مبرر لإستنزاف مزيد من المال لدى من يملكه.. لا أرى حقيقة أوضح من تلك و يمكن مراكمة الدلائل عليها حتى تملأ مجلدات لا تنتهى..
أسواقنا اليوم لا تشبه بأى حال الأسواق القديمة .. نعم كان البشر يباعون كرقيق و لكن رقهم للسلعة اليوم يختلف إختلافا هائلا .. فى الزمن الماضى كنت حرا و الرق عارض .. اليوم الرق لا فرار منه فلا يمكنك العيش خارج المجتمع و لا يمكنك أن تعيش فيه دون أن تستعبد لحاجتك ثم تخضع أكثر فتستعبد بأحلامك و أوهامك التى تختلق إختلاقا و تفرض عليك رغما عنك .. و لا سبيل إلى مقارنة إستهلاك السلعة بإستهلاك الهواء فى الزمن القديم و لكننا اليوم حتى ما نتنفسه من هواء ندفع له ثمنا .. إما ندفع لعلاج آثار تلوثه على صحتنا أو ندفع بشكل غير مباشر تكاليف تفرضها قوانين البيئة على المصانع الملوثة فترفع بدورها أثمان سلعها.. لا شيئ اليوم مجانى .. لا شيئ على الإطلاق..
وهنالك مقولة لاوسكار وايلد الذي توفي عام 1900 :
نحن اصبحنا في عصر يعرف فيه الناس ثمن كل شئ ولا يعرفون قيمة اي شئ .اخيرا : اعتذر عن الاطالة واختلافي الدائم معك …….. ولكن كل مقصدي هو اثراء النقاش والحوار
مصطفي محمود
وشكرا
عبارة وايلد خير ختام لهذه المناقشة و أراها تتفق مع ما أقول .. أما إطالتك فتسعدنى لأنها تضيف و تثرى و ليست حشوا بلا طائل و إختلافك معى سيدى لا يفسد لودنا قضية قتقبل شكرى و تقبل منى كل الود..